تصاعدت وتيرة الأزمة بين عمال ميناء السخنة وبين شركة مواني دبي التي تدير الميناء، وحيث تصادف أنني لذي بعض المصادر بداخل الميناء فقد ارتأيت تقصي الحقيقة وتوخي الدقة في نقل تلك الأحداث وعلى الله التكلان.
بدأت الأزمة منذ عدة شهور حينما قام العمال بإضرابهم الأول نظرا لسوء أحوالهم آنذاك وتم التفوض معهم من قبل إدارة موانيء دبي والوصول إلى اثني عشرة مطلب إتُفق علي تنفيذها كما صرح لي أحد العاملين بشركة تعمل في الميناء، والعهدة على الراوي، وتم تحقيق عشرة مطالب (لم يخبرني ما هي) وبقي اثنان وهما:
١- بدل مخاطر عمل وكما أخبرني شخص يعمل بشركة موانيء دبي حاليا، وتتدرج مبالغ البدل ما بين نسبة ١٢٪ من المرتب للعاملين على المكاتب إلى ٣٠٪ لسائقي الأوناش، وذلك أسوة بالعاملين بميناء شرق التفريعة.
٢- مكافأة نهاية خدمة توازي مرتب ٢٥ شهر من شامل آخر مرتب شهري.
حينما مر الوقت ولم يتم تنفيذ ذانك المطلبين بدأ العاملون إضرابهم الثاني منذ عدة أيام والذي كان من الممكن احتواؤه من قبل الإدارة كما تم في الإضراب الأول لولا تعسف بعض الأطراف منهم مدير الموارد البشرية الجديد بالشركة ومنهم بعض العاملين الذين يريدون مساواة مرتباتهم بالعاملين بالشركة داخل مدينة دبي نفسها.
في صباح اليوم ٢٥ سبتمبر ٢٠١١ وعند ذهاب العاملين إلى الميناء طلبت منهم إدارة الشركة التوقيع على إقرارات بعدم الإضراب وبسرعة معينة في العمل وتم رفض تلك الإقرارات من القائمين بالإضراب وذهبوا لعمل محاضر يتهمون فيها إدارة الشركة بمنعهم من الدخول في حين وافق بعض الموظفون الآخرون وبقوا ولكن إدارة الشركة قامت بإدخالهم إلى مقار أعمالهم بدون التوقيع على الإقرارات.
قامت إدارة الشركة بعرض حلين كلاهما مر على هيذة المواني:
١- إغلاق الميناء لمدة شهرين للصيانة وحتى يتم حسم الخلاف. (إغلاق الميناء معناه خسارة دخل قومي يومي للجمارك يتخطى العشرة ملايين جنيه إلى جانب الخسارة المحققة لشركات الإستيراد والشحن والتخليص الجمركي والنقل)
٢- القيام باستجلاب عمالة أجنبية من الخارج. (معناه تشريد حوالي ١٢٠٠ عامل إلى جانب تهييج الرأي العام والوقت والظروف لا يسمحان بذلك)
بالطبع رفضت هيئة المواني الحلين في الوقت الذي قام فيه العاملون بالتوجه لمبنى المحافظة للاستنجاد بالمحافظ، وظهرت بوادر لحل الأزمة بعد قيام محافظ السويس بالتدخل والتفاوض مع الطرفين للوصول لحل وسط حيث عادت وردية الليل للعمل في الميناء أثناء كتابة هذه السطور.
حقائق سريعة:
- يعتبر ميناء السخنة أول ميناء مميكن بالكامل من نوعه في المنطقة الجغرافية المحيطة.
- يبلغ صافي مرتب العامل بالميناء أكثر من ١٨٠٠ (ألف وثمانمائة) جم شهريا.
- يبلغ مرتب سائق الونش بالميناء إلى حوالي ٤٠٠٠ (أربعة آلاف) جم شهريا إلي جانب "حلاوة/عمولة" نقل كل حاوية من صاحب المصلحة.
No comments:
Post a Comment