في خضم الدعوات المحيطة بنا من كل جانب والتي يدعو بعضها للذهاب لحدود فلسطين الحبيبة ويدعو البعض الآخر لمحاصرة السفارة الإسرائيلية وإجبارها على تنكيس علمها ومطالبة الحكومة المصرية بإغلاقها وطرد السفير الإسرائيلي واستدعاء السفير المصري من إسرائيل ونقض معاهدة كامب ديفيد، ويدعو البعض اللآخر إلى الاعتصام أمام ماسبيرو تضامنا مع مسيحيو مصر، ويدعو البعض إلى النزول للتظاهر في الميادين يوم الجمعة 27 مايو للتأكيد على مطالب الثورة فيما أطلق عليه البعض اسم "الثورة الثانية"، وفي خضم تلك الأصوات تم توجيه الإتهامات: إذا لم تؤيد الدعوة للذهاب لفلسطين الآن أوأيدت المظاهرات التي حاولت تخطي الحواجز الأمنية عند السفارة الإسرائيلية فأنت عميل، وإذا لم تؤيد المظاهرات أمام ماسبيرو فأنت من مؤيدي الفتنة الطائفية، فيا لها من خيارات صعبة تلك التي نتخذها في هذه الأوقات!
الغريب في الأمر أنه لا أحد يعطي الآخر الفرصة ليقول رأيه بحرية، رغم إن ذلك هو ما حاربنا لتحقيقه خلال ثورة 25 يناير، أنا وبالرغم من عدم اقتناعي بكثير من الدعوات التي أسمعها إلا أن تلك هي الديمقراطية التي رغبنا فيها طويلا، دعونا نتفق على ألا نتفق، فكل له حرية الفكر والاعتقاد وأنا لي حرية أن أوافق أو لا أوافق على تلك الأفكار وفي النهاية رأي الأغلبية هو ما سيتم تنفيذه.
أنا، وكثير من الناس، نرى أنه يجب أن نفكر في إنجاح ثورتنا وتقوية بلدنا قبل التفكير في التعرض لصدامات عسكرية مع دول أخرى، فلا يجب أن نفتح كل الجبهات في آن واحد وتلك أبسط مباديء التفكير السوي، من وجهة نظرنا.
أنا أعلم تماما أن المشير طنطاوي يريد نقل السلطة إلى سلطة مدنية في أسرع وقت إلا أن هناك بعض الإشاعات التي تزعم وجود تلاعب من قبل بعض أفراد المجلس العسكري وتستشهد ببعض الأحداث الأخيرة والتي تطرح الكثير من التساؤلات مثل محاكمة المدنيين عسكريا وشهادة الإعلامية ومرشحة الرئاسة بثينة كامل بتفوه بعض أعضاء المجلس العسكري بكلام غير لائق عن شباب الثورة إلا جانب المداخلات التليفونية للبعض الآخر من المجلس في البرامج الكلامية والتي تثير من التساؤلات أكثر مما تجيب.
وعلى جانب آخر نرى يعض وسائل الإعلام مازالت تحاول إيجاد صنم لتؤلهه بعد زوال الرموز السابقة.
مفتاح النجاح هو التركيز فيما بدأناه حتى نتمه على أكمل وجه ثم التفرغ للنقاط الأخرى، فلنتعلم نحن أيضا مبدأ "فرق تسد" والمستخدم ضدنا بقوة، لنتحد ونتضامن معا على تحقيق أهداف الثورة بدون الالتفات إلى أي مناوشات تهدف لابعادنا عن هدفنا، دعونا نضع نصب أعيننا كافة مطالبنا ثم ترتيبها على حسب الأولوية وأنا كلي ثقة أننا على الرغم من اختلافنا في الطرق والوسائل إلا أننا كلنا متفقون على حب بلدنا مصر.
No comments:
Post a Comment