فيما سيتبارى المصريون في الفترة القادمة ، وبمناسبة رمضان، في إرسال تساؤلاتهم إلى قنوات الفتاوى الفضائية، وأعتقد أن كثيرا من هذه التساؤلات ستكون على شاكلة:
-ما حكم الاستنجاء بصخور القمر؟ -ما حكم الوضوء بماء مذاب من جليد كوكب زحل؟ -إذا سافر رجل إلى كوكب المشتري وكانت السنة عليه توازي حوالي 12 سنة أرضية فكيف سيصوم رمضان وعلى أي توقيت سوف يفطرإذا كان يومه حوالي 10 ساعات فقط؟ -هل مصافحة إناث الجن يفسد الوضوء؟
وهكذا...
وفي هذه الأثناء سيكون العسكر مشغولون بالقيام بتجارب أخري وقياس رد فعل الشعب عليها غلى جانب خطتهم الأساسية وهي الخروج الآمن، فالعسكر لا يريدون حكم هذه البلاد ولا شك أن بعض قادتهم يلعنون هذه الثورة التي وضعتهم في موضع مسئولية عظيمة ومساءلة أعظم بعد أن كان الشعب لا يعلم أي شيء عما يحدث داخل المؤسسة العسكرية ولم يجل بخلد أكثر الناس خيالا أن تلك المؤسسة ستكون عرضة للمساءلة بهذا الشكل.
ما الخيارات الأساسية المطروحة الآن أمام المجلس العسكري؟
تسليم البلاد إلى سلطة مدنية في أسرع وقت.
البقاء في السلطة في استنساخ مشوه لما تلى ثورة يوليو 1952 مع فارق من قام بالثورة وضد من.
والخيار الأول, في ظني, معناه تعرض قادة المجلس العسكري إلى المساءلة وبالتالي ربما يتعرض بعضهم إلى المحاكمة بتهم فساد أو غيره وهم يعلمون ذلك ولهذا لا يريدون هذا الحل.
في حين أن الخيار الثاني لا يلاقي استحسانا لدى قطاعات من الشعب المصري والتي ترى أن العسكر سيعاملون أفراده كجنود وليس كمواطنين وما يتبع ذلك من وأد لكثير من الحقوق المدنية, والعسكر يعلمون تمام العلم أن من قام بالثورة في 25 يناير ثم اصطدم مع قوات الداخلية يوم 28 يتاير ثم دافع عن نفسه يوم 2 فبراير لا يخشى أبدا مواجهة أية قوى إن أرادت وأد الثورة والديمقراطية الوليدة في مهدها, هذا إلى جانب ما يشاع عن عدم استعداد ضباط الجيش في التعامل المسلح مع الشعب.
إن أفضل ما يمكن التوصل إليه الآن هو عقد صفقة ما مع جهة ما لتوفير الخروج الآمن لقادة المجلس العسكري وتلافي مساءلة صغار ضباط القوات المسلحة قبل جموع الشعب ولكن السؤال الآن ما هي تلك الجهة؟ قد يسارع أحد الخبثاء في القول بأن العسكر بشأن عقد صفقة حول الرئاسة مع المرشحين مما أسميها ب"الحركات الإسلامية" المختلفة، وبإمكانه القول أيضا أن كل ما نشاهد مما يبدو ضربات موجعة لتلك الحركات أو التيارات من قبل العسكر إنما هي وسائل ضغط من أجل موقف تفاوضي أقوى, بل وربما يسترسل ذلك الخبيث في الحديث أكثر عن توحيد الجبهات وانسحاب المرشحين لصالح شخص واحد تستقر عليه الآراء.
قد نختلف أو نتفق مع مثل تلك الصفقات ولكن خبروني بالله عليكم ما هو الحل الآن للخروج من حكم العسكر؟!